السيرة الذاتية
أحد أبرز قادة المقاومة العسكرية في تاريخ فلسطين ، قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، وكان أول من أدخل إسلوب عمليات التفجير في الصراع الإحتلال الإسرائيلي. وقد أطلق عليه لقب المهندس .
مولده وحياته
ولد يحيى عبداللطيف عياش في 6 آذار/مارس 1966 ، في قرية رافات جنوب غرب نابلس في الضفة الغربية.
درس في قريته حتى انهى المرحلة الثانوية فيها بتفوق. تخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة
الكهربائية بجامعة بيرزيت ، وحين حاول اكمال دراسته في الخارج رفضت السلطات الاسرائيلية منحة
تصريحاً بالسفر للاردن لاكمال دراسته، وعلق على ذلك يعقوب بيرس رئيس المخابرات قائلا: "لو كنا
نعلم أن المهندس سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحًا بالإضافة إلى مليون دولار".
انضمامه لحماس
انضم إلى حركة حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ، ونشط في صفوف كتائب الشهيد عزالدين
القسام في العام 1992 ، وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة ثم انتقل إلى الضفة الغربية،
ففي بداية الانتفاضة كتب عياش رسالة إلى كتائب القسام يوضح لهم فيها خطة لمجاهدة اليهود عبر
العمليات الاستشهادية، وأعطي الضوء الأخضر، وأصبحت مهمة يحيى عياش إعداد السيارات المفخخة
والعبوات شديدة الانفجار.
مهندس التفجيرات
في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1992 وبعد اكتشاف سيارة مفخخة في رمات أفعال إحدى ضواحي تل
أبيب ، أدرج إسم يحيى عياش على قائمة المطلوبين للمرة الأولى وكانت هذه أول عملية يشرف
المهندس على إعدادها، وبداية قصة الحب التي يعيشها المهندس في إعداد السيارات المفخخة) كما
علق أحد العسكريين الإسرائيليين. وقام جهاز المخابراتي الداخلي الإسرائيلي المعروف باسم شين بيت
بوضع اسم يحيى عياش كمهندس للعبوات المتفجرة والسيارات المفخخة في 25 نيسان/إبريل 1993،
حيث كانت العمليات التي تتم بهذة الطريقة عمليات بسيطة ولا تسفر عن وقوع ضحايا. تمكن عياش من
تطوير أسلوب العمليات الاستشهادية عقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في شباط/فبراير 1994.
ففي ذكرى الأربعين للمجزرة كان الرد الأول، حيث فجر الاستشهادي رائد زكارنة حقيبة المهندس في
مدينة العفولة ليقتل 8 من غلإسرائيليين ويصيب العشرات، بعد أسبوع تقريبا فجر الإستشهادي عمار
عمارنة نفسه ليقتل 5 الإسرائيليين.
وفي 19 تشرين الأول/أكتوبر 1994 قام الاستشهادي صالح نزال بتفجير نفسه في شارع ديزنغوف في
وسط تل أبيب ليقتل معه 22 إسرائيليا. وقد بلغت خسائر العدو الإسرائيلي بسبب عمليات المهندس في
تلك الفترة 76 إسرائيليا و400 جريح.
بعد توالى تلك العمليات وبروز اسم يحي عياش اعتبرته اسرائيل المسؤول الأول عن قتل اليهود في
فلسطين المحتلة واعتبرته المطلوب الأول على قائمة المطلوبين لها.
نتيجة الملاحقة المكثفة لشبح عياش واعتقال كل من شاهد أو سمع به ، قرر عياش نقل نشاطاته الى
قطاع غزة ، ونجح في الوصول اليها متنكرا عبر الحواجز الاسرائيلية.
آراء أعدائه به
تحول المهندس عياش إلى كابوس يهدد أمن الدولة العبرية وجيشها وقادة إسرائيل حيث بلغ الهوس
الإسرائيلي ذروته حين قال رئيس وزراء الإسرائيلي السابق عنه إسحق رابين "أخشى أن يكون عياش
جالسًا بيننا في الكنيست". وقال عنه أيضا "لا أشك أن المهندس يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره،
وإن استمرار وجوده طليقا يمثل خطرا واضحا على أمن إسرائيل واستقرارها".
أما موشيه شاحاك وزير الأمن الداخلي السابق فقد قال "لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عياش إلا
بالمعجزة، فدولة إسرائيل بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حدا لعملياته التخريبية".
أما شمعون رومح أحد كبار العسكريين في إسرائيل فلم يستطع اخفاء اعجابه بعياش حين قال "إنه
لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على
قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد
النشاط دون انقطاع".
كما شراك وسائل الإعلام العبرية في توصيف عياش وقدرته فقد لقبته بـ"الثعلب" و"الرجل ذو الألف
وجه" و"العبقري"
استشهاده
في 5 كانون الثاني/يناير 1996، وفي بلدة بيت لاهيا شمال غزة ، استطاعت المخابرات الداخلية
الإسرائيلية اغتيال المهندس عياش باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال،
ووفقا لرواية أسامة حماد صديق المهندس والشاهد الوحيد على عملية الاغتيال فإن يحيى التجأ إليه
قبل خمسة أشهر من استشهاده، حيث آواه في منزله دون أن يعلم أحد، وكان كمال حماد –وهو خال
أسامة ويعمل مقاول بناء- على صلة وثيقة بالمخابرات الإسرائيلية يلمح لأسامة بإمكانية إعطائه جهاز
هاتف نقال لاستخدامه، وكان كمال يأخذ جهاز الهاتف النقال ليوم أو يومين ثم يعيده، وقد اعتاد والد
المهندس الاتصال بيحيى عبر الهاتف النقال، وقد طلب منه يحيى مرارا الاتصال على الهاتف المنزلي،
وقد اتفق يحيى مع والده على الاتصال به صباح الجمعة على الهاتف المنزلي.
وفي صباح يوم الجمعة اتصل كمال حماد بأسامة وطلب منه فتح الهاتف المتنقل، لأنه يريد الاتصال من
إسرائيل، واتضح أن خط هاتف البيت مقطوع، وفي الساعة التاسعة صباحا اتصل والد يحيى على
الهاتف المتنقل وقد أبلغ أسامة أنه لم يستطع الاتصال على الهاتف المنزلي.
وما كاد المهندس يمسك بالهاتف ويقول لوالده: "يا أبي لا تتصل على البيلفون…"، عندها دوى انفجار
ليستشهد المهندس، حيث كان الهاتف النقال يحتوي على عبوة ناسفة تزن 50 جراما من المتفجرات.
وقد خرج في جنازة عياش نحو نصف مليون فلسطيني، وثأرا له نفذت حركة حماس سلسلة عمليات
استشهادية أدت إلى مصرع نحو 70 اسرائيليا وجرح مئات آخرين .
رحم الله روحا طيبة نادت ربها بصدق فصدق الله وعده معها
رحمك الله يا يحيى لقد زلزلت الاعداء في حياتك وما زال اسمك يزلزلهم في مماتك
رسم طريقا منيرا للمجاهدين من بعدك
ومازلت تحيا في قلوبنا
دمتم